3 قصة نجاح موقع Netflix
الخميس، 27 أكتوبر 2011
إدارة أعمال,
عام,
قصص النجاح
في عام 1997 , كان ريد هاستنقز (Reed Hastings) ابن 37 عاماً عاطلاً عن العمل , بعد أن باع حصته من شركته الأولى (Pure Software) فقط بعد عام واحد من دمجها مع شركة أتاري سوفتوير في عام 1996. حاول ريد أن يُشغل نفسه في هذه الفترة بمشاهدة الأفلام و المشاركة في تطوير التعليم و المشاركة في الحملات الإنتخابية , كما ظل يلاحظ سير الأعمال و المتاجر بحثاً عن فرصة ثمينة ليقتنصها .
و في يوم ما من هذا العام , نسي ريد أنه استأجر فيلم Apollo 13 من المتجر المشهور Blockbuster و تأخر في إرجاعه 6 أسابيع , فغرمه المتجر بـ 40 دولار! مما سبب له الحرج و الضيق . أخذ ريد يفكر في مدى قوة هذا المتجر و كيف يعامل زبائنه: صفوف طويلة للاستئجار , تشكيلة ضعيفه من الأفلام , طريقة معقدة في ارجاع الأفلام المستأجرة , غرامات أضعاف قيمة شراء شريط الفيلم , و مع ذلك لا يزال المتجر يغصّ من العملاء . كل هذه علامات قوية على وجود سوق ضخم لهذا النوع من التجارة .
خطرت في بال ريد فكرة تأجير الأفلام بطريقة مريحة , لا تحتاج لصفوف طويلة , و ليس هناك حدّ معين لمدة استئجار الفيلم , ولا تحتاج إلى زيارة محل للاستئجار أو الإرجاع , بل كل ذلك عبر البريد. كما أراد أن تكون فكرته مميزة أكثر بتوفيره لتشكيلة أفضل من الأفلام التي تلقى رواجاً أكبر , و جعل جميع الأفلام بسعر موحد أرخص مما هو موجود حالياً عن الآخرين .
بعد عام واحد , أي في عام 1998, بدأ ريد تطبيق فكرته و افتتح شركته Netflix مع صديق له لتأجير الأفلام عبر البريد في أمريكا فقط . تختار الفيلم المناسب من بين 900 فيلم (في البداية) و تطلبه عبر الانترنت , فيأتيك عبر البريد خلال يوم أو يومين و معه ظرف آخر للإرجاع . عند رغبتك في إعادة الفيلم , كل ما عليك هو وضع قرص الفيلم في الظرف المرفق و وضعه في أحد صناديق البريد . العملية كانت قمة في الراحة و السهولة , و مع ذلك لم تكن الأمور تجري كما يتمنى ريد و يحب ! فالمبيعات لم تصل إلى طموحاته , أو على الأقل إلى أرقام مشجعة قليلاً .
بدأ ريد يفكر و يبحث عن الأسباب , حتى توصل إلى سببين رئيسيين: فالزبائن لم يعتادوا على اختيار الأفلام عبر الانترنت وطلبها عبر البريد , فيحتاج الأمر منه إلى الصبر و تعريف العملاء على منتجه و تعليمهم على كيفية استخدامه . فهم اعتادوا على الوقوف بين أرفف المحلات بصحبة الأصدقاء و مشاهدة الأغلفة والحديث عن الأفلام وما فيها من أحداث و مشاهد , ثم اختيار الأنسب كما يرون . السبب الثاني: أنه يؤجر أفلام DVD وفي ذلك الوقت من الزمن لم تكن أجهزة مشغلات أفلام الـ DVD منتشرة في أغلب البيوت الأمريكية .
و في شهر سبتمبر عام 1998 , استغل ريد فضيحة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون مع مونيكا لويسكي لهدفه التسويقي . فقام بنسخ 10,000 نسخة DVD من إفادته أمام لجنة التحكيم الكبرى و قام بتأجير كل نسخة بقيمة 2 سنت , و 2 دولار قيمة الشحن .
ثم بحث ريد عن حلول أخرى لمشروعه , فخطرت في باله فكرة "خدمة مشاهدة الأفلام عبر الانترنت باشتراك شهري" . يقول ريد واصفاً تلك الفكرة عندما حاول تطبيقها: "أعلم أنها لن تكون فكرة سيئة , لكن لم أكن أعلم أنها ستكون فكرة عظيمة" . ثم بدأ في تنفيذها في سبتمبر عام 1999 , و جعل الشهر الأول للاشتراك مجاني . كانت النتيجة المبهرة بأن 80% من المشتركين بالخدمة جددوا إشتراكاتهم في الشهر الذي يليه !
لم تكن الفكرة لتنجح بهذه السهولة , فهناك عائقان كبيرا وقفا في وجه ريد . الأول: أن مشاهدة الأفلام عبر الانترنت تحتاج لمساحات ضخمة على سيرفرات مستقرة ذات باندوث كبير جدا و التي لم تكن تتوفر في ذلك الوقت إلا بشكل نادر و سعر مرتفع جدا . فاحتاج الامر منه إلى البحث عن شريك ممول ليدعم استئجار السيرفرات . و العائق الثاني: هي العقود المبرمة مع الشركات المنتجة للأفلام و القنوات المالكة للحقوق . و احتاج هذا الأمر منه , بالإضافة إلى الكثير من الوقت و المال , إلى الكثير من الجهد و المفاوضات المضنية مع هذه الأطراف المختلفة .
تلقى ريد دعماَ من شريك جديد أعجب بفكرته و طموحه و قدراته , بقيمة 30 مليون دولار , استخدمت في بناء الشركة و عروضها الترويجية . كما استطاع إبرام العديد من العقود مع القنوات و الشركات المنتجة للأفلام مثل كولومبيا تريستار و وارنر هوم فيديو . كما أنه في منتصف عام 2000 , عرض شركته في سوق الأسهم الأمريكية , مما يعني للمستثمرين صحة الشركة ماليا و نجاحها , و سيرها على طريق الشركات الكبرى كمايكروسوفت و قوقل و أبل .
في عام 2006 , بلغ عدد المشتركين في خدمة Netflix أكثر من 6.5 مليون مشترك , كما بلغت مبيعاتها 997 مليون دولار , و أصبحت الشركة تقدم خدمتها في كل من كندا و أمريكا الجنوبية بجانب الولايات الأمريكية المتحدة . كما أنها أعلنت أنها ستوفر خدمتها للمشتركين في أوروبا بداية من عام 2012 , بدءاَ من أسبانيا .
-
ما أود أن ألفت النظر إليه أيضاً هو أن ريد خريج قسم الرياضيات في عام 1978 و حصل على جائزتين مهمتين في نفس تخصصه قبل تخرجه . ثم عمل مدرسا للثانوية في سويسرا لمدة عامين . ثم عاد إلى أمريكا و أنهى دراسة الماجستير من جامعة ستانفورد في تخصص علوم الكومبيوتر عام 1988. أسس شركته الأولى Pure Software عام 1991 و خرج منها عام 1997 بنصيب 750 مليون دولار . و مع ذلك أثرت فيه غرامة بقيمة 40 دولار لينشأ شركته الحالية Netflix .
كلمات للبحث:
ريد هاستنكز . قصة شركة نيتفليكس . مؤسس شركة نيتفليقس . قصة شركة نتفليقس . صاحب شركة نتفليكس .
بقلم عقد
مهندس و يحمل الماجستير في إدارة الأعمال . طائر حر يعشق الحرية , عاش متغربا أكثر من عشر سنوات . يحب القراءة و الكتابة و الإبداع . و يهوى تطوير الأفكار و المشاريع . و يسعى لتحقيق عالم أفضل , و مستقبل مشرق لأمته ..شارك أصدقاءك
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
3 تعليق على قصة نجاح موقع Netflix
سبحان الله شخص ناجح ذو عزيمة .. لا يوقفه شيء ..!!
ولكن أود أن أنبه على خطأ في بداية النص .. في 2007 ؟
أنا أقصد أنها يجب أن تكون في 1997 ..!!
شكراً للموضوع الأكثر من رائع والذي يعطي دافع للإستمرار وعدم اليأس ...!!
شكراً من قلبي ..
حياك ربي يا أخي ..
أنا الذي يجب أن اشكرك على متابعتك الرائعة و تشجيعك المستمر .. و على تصحيحك للأخطاء (؛
قصص الآخرين تعطيك دفعة للنجاح .. سنتطرق إلى قصتين أخرى قبل أن ندخل في الحديث عن مواصفات "المغامرون"
تحيتي لك ,,
أتشوق لذلك ؛)