10 الشركات العائلية : لماذا لا تستمر طويلا .. ولماذا لا يثق فينا آباؤنا في قيادتها ؟
الجمعة، 4 نوفمبر 2011
إدارة أعمال,
الشركات العائلية,
عام
لقد كان مؤسس شركة وول مارت (Wal-Mart) , سام والتن , أغنى رجل في العالم قبل أن يموت و تقسم ثروته بين أربعة ورثاء ، كلهم أصبحوا من أغنى الأغنياء حول العالم . هذه العائلة الأغنى في العالم أسست أكبر شركة عائلية في أمريكا و العالم أجمع بثروة قيمتها ٨٠ مليار دولار في عام ٢٠٠٧ . لكن ما يثير التساؤل هنا ، هو إلى أي مدى ستستمر هذه الشركة العائلية بعد وفاة مؤسسها ، وبلوغ ابنه (رئيس مجلس إدارتها الحالي) سن الستين . و كيف تستطيع وول مارت الصمود والاستمرار بنجاحها عبر الأجيال .
في مجتمعنا العربي ، و الخليجي خصوصا ، و السعودي بشكل أخص ، تكثر المؤسسات والشركات العائلية . لكن ما إن ينتقل المؤسس إلى جوار ربه ، حتى تبدأ المشاكل بين ورثته بالظهور على السطح ، و يكون الحل الناجع هو بيع الشركة أو تقسيمها أو إغلاقها . لماذا لا تستمر الشركات العائلية عندنا لأكثر من 3 أجيال ؛ المؤسس - أبناءه - أحفاده !؟ فغالبا ما تكون نهاية الشركات العائلية لدينا بين المؤسس و أبناءه . أو إن كانت محظوظة و استمرت قليلا ، فإنها ستنتهي بلا شك بين أبناء المؤسس و أحفاده .
ما يحدث في عالمنا العربي , و حتى العالم الغربي لكن بشكل أقل , هو أن المؤسس يستمر على رأس الشركة حتى آخر يوم من حياته . منذ استقرار الشركة بعد تأسيسها و هو يمني نفسه بإجازة طويلة , ثم بتقاعد مبكر و ترك الشركة للأبناء من بعده ليستمتع بما تبقى من عمره و يدور العالم , و كل ذلك لم يحصل . بل إنه كلما كبر في السن أكثر , كلما تعلق بالشركة بشكل أكبر . و من الصعب جداً أن يدع قيادة الشركة قبل أن يموت , مما يسبب إنهيار الشركة و عرضها للبيع لعدم جاهزية الجيل التالي على قيادتها .
أثبتت الدراسات و الأبحاث التي أجريت على عدد كبير من مؤسسي الشركات العائلية أنهم إذا تعدوا سن الستين يصعب عليهم ترك مناصبهم بالشركة لأبناءهم , و بل و كلما كبروا أكثر بعد هذا العمر , كلما زادت صعوبة تركهم لأعمالهم , و أن أفضل سن يخطط فيه الإنسان و يفكر حول نقل القيادة للأجيال من بعده هو سن الأربعينات . و من الأسباب التي تقودهم للتمسك بمناصبهم حتى آخر يوم من حياتهم هي: خوفهم من الموت الذي أخذ كثيراً من أبناء جيلهم و التفكير فيه , الفراغ الذي سيعانونه بعد موت كثير من موت و ذهاب أصدقاءهم و إنشغالهم عن تكوين العلاقات فيما مضى تحت ضغط العمل , فقدهم للسيطرة و الكلمة المسموعة .
أعذار المؤسس معروفة , و هي ليست أسباباً حقيقية , بل تبريرات للجلوس و الإستمرار على رأس العمل: "أبنائي غير جاهزين بعد للقيادة" , "أبنائي غير جادين" , "الشركة ستضيع بدوني و تعتمد علي في كل شيء" , و غيرها . و قد يبلغ الابن سن الأربعين و الخمسين , و يحمل أعلى الدرجات و الإمكانيات , و ما زال غير مهيأ للقيادة في نظره , لأنه يريد أن تسير الشركة كما يريد هو و كما يراها بعينه . كما أنه لا يريد أن يرى أحداً يغير أو يتعبث في ابنه المدلل (شركته) . لذلك ينصح الباحثين بعدم إبقاء مؤسس الشركة بالقرب من الشركة أو حتى أن يكون على رأس مجلس الإدارة بعد تركه لمنصب القيادة , لأنه لن يسمح لأحد بأن يطورها أو يلعب فيها بحد نظره .
كما أن هناك أيضاً أموراً تخص الجيل الثاني الذي سيتولى قيادة الشركة , و شروطا لابد أن تتوفر فيه من أجل استمرار الشركة و نموها . و لعلي أتطرق إلى ذلك لاحقا في مقال آخر , خشية التطويل عليكم .
كلمات للبحث:
مشاكل الشركات العائلية . مشاكل المؤسس . مشاكل مؤسس الشركة . أطول الشركات العائلية عمراً حول العالم .
كلمات للبحث:
مشاكل الشركات العائلية . مشاكل المؤسس . مشاكل مؤسس الشركة . أطول الشركات العائلية عمراً حول العالم .
بقلم عقد
مهندس و يحمل الماجستير في إدارة الأعمال . طائر حر يعشق الحرية , عاش متغربا أكثر من عشر سنوات . يحب القراءة و الكتابة و الإبداع . و يهوى تطوير الأفكار و المشاريع . و يسعى لتحقيق عالم أفضل , و مستقبل مشرق لأمته ..شارك أصدقاءك
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
10 تعليق على الشركات العائلية : لماذا لا تستمر طويلا .. ولماذا لا يثق فينا آباؤنا في قيادتها ؟
صدقني هم لا يعيشون حياتهم .. يعشقون الشركة والمال .. لو أني مكانهم لتقاعدت من بداية إستقرار الشركة حتى وفاتي لأتنعم بما حصلت عليه ...!!
ههههههههههه
صدقت .. لكن هذا الكلام يقوله من لا يملك شركة حتى الآن مثلي و مثلك , و مثل بعض الأصدقاء الذين سألتهم (؛
لكن هل سيتغير الكلام عندنا نملك شركة و نضع فيها جميع ما نملك , و نخشى على سقوطها بين يوم و ليلة ؟ أشك بذلك (؛
أفتقدنا كتاباتك ..
شكرا على تشجيعك ..
أمر بفترة اختبارات وان شاء الله سترى الموضوع القادم غدا ..
أنت تحمسني على الكتابة (؛
تحيتي لك ,,
3 أسابيع ولا موضوع جديد :(
اعتذر لك ايها المتابع الرائع .. فلولا الله ثم أنت لما تحمست .. (؛
أبشرك .. فترة الاختبارات و المشاريع انتهت .. و لك باذن الله في كل اسبوع 3 مواضيع على الأقل ..
اعانك الله على ازعاجي و بربرتي (؛
مقال جميل ورائع..
أذكر في احصائيه قرأتها أن 3% فقط من الشركات العائليه فقط تبقى للجيل الثالث
الأسباب الي ذكرتها مقنه جدا
شكرا لك..
أخوك عبدالإله
حياك الله يا شقيقي الغالي عبدالاله
الإحصائيات تختلف بإختلاف مكان و زمان إجراءها ..
دكتور المادة يقول بأن 67% من الشركات العائلية لا تدوم بعد جيلها الثالث ..
و هذه كلها دلالات على وجود إشكاليات كبيرة في بناء و طريقة إدارة الشركات العائلية ..
سنتطرق في مواضيع قادمة ان شاء الله لبعض الأسباب المهمة لاستمرار الشركات العائلية لعمر أطول و أجيال أكثر ..
أسعدتني مداخلتك فلا تحرمنا منها ,,
بصراحة أروع ماقرأته أخي .... يتحدث عن الواقع العربي في مثل هذه الأشياء
حياك الله يا أخي ..
شكرا على تعليقك .. (؛