4 5 استراتيجيات سهلة لإدارة الاختلاف في عالم الأعمال
الاثنين، 20 فبراير 2012
إدارة أعمال,
عام
كثيراً ما نواجه مواقف محرجة و محيرة في تعاملاتنا التجارية اليومية , و لعدم وجود مقاييس نبني عليها قراراتنا , فإننا قد نتخذ قرارات نتحسر عليها لاحقاً ..
سأحاول أن أوضح لكم 5 استرتيجيات مختلفة قد تساعدكم في إتخاذ قراراتكم بسهولة و أريحية أكثر , بعد أن تقيسوها بأربعة معايير:
1- أهمية الموضوع المختلف عليه أو المتناقش حوله ..
2- أهمية العلاقة مع الشخص الذي تختلف معه ..
3- من يملك القوة بينكما أكثر .. كأن يكون الاختلاف بين موظف و رئيسه ..
4- مدى أهمية سرعة الانجاز و ما تملكه من الوقت المتاح ..
اجعل هذه المعايير الأربعة في ذهنك دائما و قِس عليها في مواقفك التي تواجهها , خصوصاً المعياران الأولان ..
الاستراتيجية الأولى: التعاون
1- أهمية الموضوع لك: مهم
2- أهمية العلاقة: مهمة
3- هل تملك القوة: -
4- الوقت المتاح: كثير أو مقبول إلى حد ما ..
يُطلب منك إنجاز مشروع مع زميل في العمل في قسم آخر , هذا الزميل لا تملك القوة عليه و لا يملك القوة عليك . إنجاز العمل مهم بالنسبة لك . علاقتك معه مهمة لك . عندكم من الوقت ما يكفي للنقاش و إيجاد البدائل و الوصول إلى حلول مرضية لقسمك و قسمه ..
التعاون يخرج جميع الأطراف راضية , لكن ما يعيبه هو استهلاك الوقت . فأنت بحاجة إلى البحث عن بدائل توفر لك متطلباتك و للطرف الآخر متطلباته . عندما لا تملك الوقت الكافي , قد تضطر إلى استخدام استراتيجية أخرى ..
الاستراتيجية الثانية: الاحتواء و المجاملة
1- أهمية الموضوع لك: غير مهم
2- أهمية العلاقة: مهمة
3- هل تملك القوة: غالباً لا
4- الوقت المتاح: -
تخرج مع رئيسك في العمل أو أصدقائك للغداء , فيخيرونك عن المطاعم التي سيأكلون منها , فتجيبهم بأنك لا تمانع بأي مطعم يختارونه . فأنت لم تخرج لقصد الأكل بالدرجة الأولى , و إنما خرجت من أجلهم ..
تُخيّرك زوجتك عن لون الكنب الذي تريد أن تضعه في غرفة الجلوس , و أنت شخص لا تهمه هذه الأمور كثيراً . فتترك الخيار لها بما تشاء . أنت لا تهتم بلون الكنب بقدر ما تهتم بسعادة و راحة حياتكما الزوجية ..
الاستراتيجية الثالثة: التجنب أو التجاهل
1- أهمية الموضوع لك: غير مهم
2- أهمية العلاقة: غير مهمة
3- هل تملك القوة: -
4- الوقت المتاح: -
عميل جشع و مزعج لا ترغب فيه , يطلب أشياء فوق المستحيل . لم تعد تكترث به , و لا ترغب بأن يستمر كعميل لك . فأصبحت تتجاهل طلباته و مفاوضاته و اتصالاته . و ربما اعطيته سعراً عالياً جداً لكي تتخلص منه ..
زميل لك جدلي و غير قنوع . كلما فتح موضوعاً للنقاش تهربت منه , لأنك تعرف أنه لا فائدة من الجدال معه ..
( و إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً)
الاستراتيجية الرابعة: الإصرار على الكسب
1- أهمية الموضوع لك: مهم جداً
2- أهمية العلاقة: غير مهمة
3- هل تملك القوة: نعم
4- الوقت المتاح: قليل
المنافسة و المفاوضة في الأسعار تدخل تحت هذه الاستراتيجية غالباً ..
الأمور الطارئة و المستوجبة لقرار سريع دون محاولات تعاون ..
عندما لا يكون هنالك إلا حل واحد فقط , كالتنافس على جائزة واحدة ..
في هذه الاستراتيجية: حرصك على إبقاء العلاقة بينكما جيدة شيء جميل , لكن لا يكون على حساب الأهم بالنسبة لك و هو تحقيق الهدف المراد , مثلاً: كسب سعر جيد ..
ما يعيب هذا الخيار , هو أنه قد يخرج الطرف الآخر غير راضي , أو أن لديه إحساساً بالهزيمة . و ربما تخسر علاقتك معه ..
أمثلة:
تتفاوض مع دلّال العقارات حول قيمة المنزل الذي ستشتريه . تركيزك منصب على أفضل قيمة ستحصل عليها , و ليس على مدى علاقتك مع دلّال العقارات ..
تتنافس مع زملاء في العمل على الحصول على جائزة واحدة فقط ..
الاستراتيجية الخامسة: المساومة و التسوية
1- أهمية الموضوع لك: مهمة
2- أهمية العلاقة: -
3- هل تملك القوة: لا
4- الوقت المتاح: غالباً قليل
قد تضطر في بعض الأحيان إلى الوصول لحل وسط بينك و بين الطرف الآخر , لعدم وجود حلول أخرى . فالموضوع يهمك , و لا تملك من القوة ما يجعلك تكسبه بأجمعه . لذلك تضطر إلى المساومة مع الطرف الآخر من أجل الحصول و لو على جزء من الهدف , "فشيء أفضل من لا شيء" . أو "عصفور باليد خير من عشرة على الشجرة" ..
اجعل هذه الاستراتيجية آخر الحلول . بعض الناس تضعها الأولى و تخسر , لأنك دوماً في حال التسوية تحصل على أقل مما كنت تطالب به , فارفع سقف طموحاتك أو متطلباتك لتحصل على جزء أقرب لمتطلباتك ..
مثال:
تتنافس مع شركة أخرى للحصول على عقد إنشاء حكومي , و لكن شركتك لم توفر كل الشروط للدخول في المنافسة . هنالك شركة أخرى تلبي جميع الشروط لكنها لا تملك الإمكانيات كما تملكها أنت . بإمكانك أن تتفاوض معها و تصل معها إلى حل للحصول على جزء من المشروع , حتى لا تخسره بأكمله . فأنت بدون تسوية الأمور ستخرج خاوي اليدين ..
بقلم عقد
مهندس و يحمل الماجستير في إدارة الأعمال . طائر حر يعشق الحرية , عاش متغربا أكثر من عشر سنوات . يحب القراءة و الكتابة و الإبداع . و يهوى تطوير الأفكار و المشاريع . و يسعى لتحقيق عالم أفضل , و مستقبل مشرق لأمته ..شارك أصدقاءك
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
4 تعليق على 5 استراتيجيات سهلة لإدارة الاختلاف في عالم الأعمال
نعم التجاهل يفيد حتى في المحلات الصغيرة .. ونفعل تماماً كما تقول أثناء البيع والشراء .. الزبون المزعج نتجاهله ونعطيه أسعار غير طبيعية ونتجاهله حتى يتركنا
بارك الله بك وشكراً على الموضوع ..
جميل جدا ما تقترحه هنا وقد نقلته للتمعن فيه ولقراءته مرة ثانية.
لست من أصحاب الأعمال لكني أراها قواعد تصلح لأي نقاش مع طرف يفترض أن يكون بينك وبينه رابح لشيء ما في النهاية..
أحييك و أستمتع بقراءة ما لا أجد منقولا لا جهد فيه، واصل صديقي.
ملاحظة: ترتيب الاستراتيجيات كما كتبتها يبدو منطقيا جدا ليكون ترتيبا في وقت اختيار كل منها والذهاب للاختيار الموالي إن فشل الأول..
مدونة الحياة البرية ..
أهلا بك يا عزيزي ..
التجاهل يداوي الأحمق .. يكويه ليعقل (؛
مثالك واقعي جميل .. شكرا لك ..
حياك الله أيها المميز بسام
فعلا .. هذه القواعد تستخدم في الحياة العامة و ليس الأعمال فقط .. و استخدامها في بعض الأحيان مريح للخاطر (؛
الترتيب لم أفكر فيه .. لكنك أتيت بفكرة جميلة (؛
عادة أن لكل مقام استراتيجية مناسبة .. لكل بعض الأوضاع يمكنك من استخدام أكثر من استراتيجية .. فقد ينفع هذا الترتيب ...
شكرا يا صاحب المدونة المتميزة ,,