6 هل فوز الإسلاميين بالانتخابات يخوفنا ؟! و كيف ستستغله أمريكا لصالحها ؟!
"نحن قوم أعزنا الله بالإسلام , و مهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله" , هكذا قالها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه للصحابة و التابعين من حوله . نعم هي الحقيقة الواضحة الجلية , التي عاشوا لحظاتها و أدركوا معانيها . كانوا قبل قدوم الإسلام مجرد قبائل مشتتة , لا تأمن على نفسها سطوة القبيلة المجاورة . كانوا جياعاً جهلة متعادين متنافرين , بلا حضارة و لا ثقافة , قد اتفقوا على أشهر أربعة حُرُم ليأمنوا على أنفسهم فيها .
ثم ماذا تغير لما تغلغل الإسلام في نفوسهم ؟! أصبحوا اخوة متحابين متقاربين , يكرمون الضيف و يطعمون الطعام و يصلون الأرحام و يقرؤون السلام على من عرفوا و من لم يعرفوا . علمهم الإسلام أن في أموالهم حق معلوم للمحتاج و المسكين و الفقير . أمرهم الإسلام بأن يحبوا لغيرهم ما يحبوا لأنفسهم , و أن لا يتقاطعوا فوق 3 ليال . فرض عليهم طاعة الوالدين و برّهم , و احترام الكبير و الرحمة بالصغير .
ثم إنهم لما سموا بأنفسهم , خرجوا ناشرين دين الحق و الرحمة بالحكمة و الموعظة الحسنة . فدخل الناس أفواجاَ في دين الإسلام لما علموا من سماوة هذا الدين و رقيه و صلاحيته لكل مكان و زمان . هو الإسلام و الاستسلام لله لا لغيره , كما قال ربعي بن عامر لرستم : "إن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام" . هو العدل "فالضعيف فيهم قوي حتى آخذ حقه له , و القوي منهم ضعيف حتى آخذ الحق منه" . هو الحضارة التي امتدت من الهند و الصين حتى أسبانيا و البرتغال , و ما زالت تتغنى فيها دول أوروبا و تتغذى على إنتاجاتها العلوم الحديثة , و لكم في الرياضايات و الطب خير مثال .
أثارني كاركتير رأيته قبل أيام يصف فوز الإسلاميين بالإنتخابات هو رجوع إلى العصر الحجري ثم إلى القرد , الذي يعتقدون بأنه هو أصل الإنسان . للأسف لم أجده لأضعه هنا مع أنه لا يشرف مدونتي , لكن لأنقل الصورة بشكل أوضح للقاريء الكريم .
عن ماذا تتحدثون يا سادة , هل المشكلة في إسلامنا أم في أشخاصنا ؟! هل التخلف في نفوسنا و هممنا و بعدنا عن أوامر ديننا الحنيف أم في إتباعنا له ؟! هل فعلاً تحلينا بالأخلاق الإسلامية في كل أفعالنا , فنمارس الإيثار و الإبتسامة و حب الخير للغير في حياتنا اليومية ؟!! إذا المشكلة في قائد السيارة و ليست في المركبة . لما تحلى أسلافنا بأخلاق الإسلام وصلوا ذروة الحضارات , و لما طمعنا و تخلينا عن أخلاق الإسلام , أصبحنا عالماً ثالثاً .
ثورات الربيع العربي لم تخرج من أمريكا أو إسرائيل , و حتى لو أنهم حاولوا توظيفها لأنفسهم و أخرجوا للعالم في كل يوم بطل خفي يخرج في الصور و كأنه خلف الأحداث . هي بإختصار ثورة جياع , طال عليهم الأمد و رأوا الموت , فلا حل لديهم إلا الثورة أو الموت البطيء . لكل ثائر منهم هموم , فثار على نفسه و على طواغيه ليخرج من همومه و مصائبه . هي ثورة شعب لا تملك معها أمريكا إلا أن تحييها لتكسب صداقتها , فهي أذكى من أن تواجهها فتخسرها .
أمريكا و أوروبا و إسرائيل يبحثون عن التصرفات الإيجابية السريعة في كل حدث حل العالم . فبدلاً من مواجهة التيار , سِر معه ثم حاول ثنيه و توجيهه من صالحك . لن تستطيع أمريكا أن تقف أمام الشعب الثائر , لذلك قررت الوقوف معه و كسبه من أجل أن تُدخل قبولها في قلوبهم من أجل إحسان الظن في أفعالها القادمة . و إلا كيف انقلبت أمريكا بين و يوم و ليلة من داعم للأنظمة البائدة كنظام مبارك , لتكون بين ليلة و ضحاها ممن يمشي في نعشه . لقد وصفهم ربي لنا وصفاً دقيقاً : (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم) .
السؤال الأهم هنا: ماذا سيفعل الصهاينة و على رأسهم أمريكا ليحرفوا التيار من أجل مصالحهم ؟ الشعوب في شمال أفريقيا و بكامل إرادتها اختارت الإسلاميين لقيادتها . فقد جربوا الأمرين لما تولى أمورهم من لا يخاف الله فيهم و لا يخشاه , فما ظفروا معهم لا بخير الدنيا و لا بفلاح الآخرة . أصبح الإسلاميون الآن تحت المجهر و في اختبار صعب , و لا بد لهم من يثبتوا أنهم أهل لثقة شعوبهم . و من الطرف الآخر أمريكا و حليفاتها , هم على موعد لنزع ثقة الشعوب بالإسلاميين و بكل أمر يتصل بدين الإسلام . سيقعدون للإسلاميين بكل مرصد و سيعطلون مساعيهم الداخلية و الخارجية . سيسصعبون عليهم إستقرار الأمن و الإقتصاد , و ستكون القنوات الإعلامية الداخلية و الخارجية كمجاهر تقلق الإسلاميين عن التركيز في إصلاح بلادهم و بناية استراتيجياتها . كما أنهم سيحاصرونهم خارجياً بالتعطيل و التخذيل , حتى يصعب الأمر و يقلق الشعب و يذعنون للغربيين كغيرهم , أو تحبط شعوبهم الطامحة و المتأملة في تغيير الحال فتتفتق حساسيتهم عن كل أمر إسلامي .
لذلك يا إسلاميون كونوا على قدر الثقة التي ألقيت على عواتقكم . أنتم في بداية الطريق , و طريق النجاح ليس مكللاً بالورد . و قدومكم غير مرحب به من دول الغرب و الشرق , فلا تظنوا المسألة سهلة , و لكم في حماس خير مثال . تحلوا بأخلاق الإسلام و شفافيته , فما نجح أسلافكم إلا بإتباعهم التام لأوامر هذا الدين الحنيف و القيام بحق الله و حقوق الناس عليهم . ما ستجدونه من صعوبات داخلية لابد أن تقابلوها بحزم و شفافية , فالشعوب المكلومة أصبحت أكثر وعياً مما سبق , و خبر اليوم ينتقل بسرعة البرق ليصل من هو أبعد ما يكون عنك . أما خارجياً , فلن تجدوا فرصة ذهبية كهذه , فأنتم سوية تشكلون ثقلاً كبيراً بالمنطقة و بإمكانكم الإعتماد على بعضكم بعد الله . أهدافكم واحدة , و مطالب شعوبكم واحدة , و إن كانت العصا الواحدة سهلة الكسر , فمجموعة العصي تكون صعبة الكسر .

بقلم عقد
مهندس و يحمل الماجستير في إدارة الأعمال . طائر حر يعشق الحرية , عاش متغربا أكثر من عشر سنوات . يحب القراءة و الكتابة و الإبداع . و يهوى تطوير الأفكار و المشاريع . و يسعى لتحقيق عالم أفضل , و مستقبل مشرق لأمته ..شارك أصدقاءك
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
6 تعليق على هل فوز الإسلاميين بالانتخابات يخوفنا ؟! و كيف ستستغله أمريكا لصالحها ؟!
موضوع جميل بارك الله بك ...
اللهم أعز الإسلام والمسلمين ...
آمين
حياك الله أخي العزيز .. (؛
والله يا اخي ما بدي خبص انا مسلمة واعتز بديني
لكن خليني قول جملة لو كانت الاحزاب تمثل الاسلام فعلا ...
لما حدث كل ما يحدث
نحن سعداء بان توجه الناس نحو الاسلام بات اقوى
لكن اخشى ما اخشاه خذلان هذه الاحزاب التي صارت فعليا تغيب عن الاسلام وغاصت غياهب السياسة
نعم هم افضل من غيرهم بكثير ..ولكن لن نرضى كشعوب بنصف حل يعني نقول هؤلاء احسن الموجود كلا
حماس خذلت الثورة السورية من اوسع نطاق
ومشعل ممثلهم بات يبحث عن مصالح وليس عن نصرة امة
لذلك لاتقرنو ابدا فوز الاسلاميين بمثال حماس
لان لو كان احمد يس على قيد الحياة لما حدث الذي يحدث من مواقف لاتشرف
ولانزكي على الله احدا كما أنني لا اتهم احدا
لكن اتمنى ان نستيقظ ويصبح لدينا وعي اكثر من قبل
لن نرتبط ولن نهتف لاحزاب سنهتف للشعب
الذي سيصبح هو حزبنا شعب يثق بالاسلام وحده
اشكر لك أختي كوثر تعليقك و حماسك ..
ما قلته بخصوص ارتباطنا بالإسلام أو الشعوب و ليس الأحزاب كلام سليم .. و لن نصفق لحزب يتنازل من أجل الضغوط ..
نحن لم نصوت له ليخذلنا بتنازلاته ..
و لا نريد نصف إسلام كما ذكرت ..
شكر الله لك ..
و اسعدني مرورك و تعليقك و ابدائك لرأيك ..
هل تحتاج تمويل؟ هل تبحث عن تمويل؟ هل تبحث عن تمويل لتوسيع عملك؟ نحن نساعد الأفراد والشركات على الحصول على تمويل لتوسيع الأعمال ولإنشاء أعمال جديدة تتراوح أي مبلغ. احصل على تمويل بسعر فائدة معقول بنسبة 3٪ ، هل تحتاج إلى هذا التمويل للأعمال التجارية ولتصفية فواتيرك؟ ثم أرسل لنا بريدًا إلكترونيًا الآن لمزيد من المعلومات اتصل بنا الآن عبر (financialserviceoffer876@gmail.com) whats-App +918929509036 شكرًا
هل انت بحاجة الى قرض؟ هل تم رفضك من قبل البنك الذي تتعامل معه؟ هل لديك سوء الائتمان؟ هل لديك فواتير غير مدفوعة؟ هل انت مدين؟ هل تحتاج لتأسيس عمل؟ لا داعي للقلق بعد الآن لأن شركة CROWN TRUST FINANCIAL LOAN FIRM موجودة هنا لتوفر لك فرصة الحصول على قرض. نحن نقدم جميع أنواع القروض مثل القروض الشخصية وقرض توحيد الديون ورأس المال الاستثماري وقرض الأعمال والقرض التعليمي وقرض المنزل وقرض التأسيس العقاري والقرض لأي سبب من الأسباب والاحتياجات العاجلة !. سنكون قادرين على منحك قرضًا طويل الأمد مع فترة زمنية تتراوح بين 1 إلى 50 عامًا للاستثمار أو أي غرض آخر ومساعدتك في برنامج القروض الخاص بنا بفائدة 2٪ فقط. يتراوح قرضنا من أي مبلغ تختاره.
إذا كنت مهتمًا ، فاتصل بنا على هذا البريد الإلكتروني: crowntrustfinancialloanfirm@gmail.com ،
Urgentlenders@gmail.com
المدير التنفيذي،
السيد جفري فرانك